هذا العنوان مستمد من كلام لواحد من الحاخامات اليهود من اسرائيل في احدى محاضراته رغم أن لا علاقة له بالموضوع هنا إلا من بعيد . ربما الموضوع هنا عن الرحمة وأخلاقنا الإسلامية التي صاغت الحكمة : « ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء « أو « اذا دعتك قدرتك عى ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك « وتنبيه الى عدم الاغترار إن أفلت الظالم من عقاب بأن ذلك الإفلات الى حين، وأن العقاب قادم لا محالة :»يمهل ولا يهمل..»
الرحمة دائماً مقترنة بالعدل، اذا لم تكن عدالة القضاء أو الأرض فعدالة السماء، تأتي بشكل فوري أو بعد حين لكنها لا محالة قادمة، وفي وقوعها عدالة جديدة، ليس معنى أن يعتدي انسان على آخر فيعاقب على عدوانه أنه قد دفع الجزاء العادل وانتهى الأمر، فما تزال أمامه عدالة الآخرة بأدق الموازين.. القسوة على الأبناء الصغار بحجة تربيتهم بما يهين فيهم براءة الخلق، وهناك من يصل بتلك القسوة الى إلغاء الوجود : أب يتآمر مع زوجة جديدة على ابنته، يحاول أن يسويها بالأرض بسيارته، يضربها بعصاة المكنسة فتنفذ من بطنها وتموت، ليس معنى القصاص منه أنه نال جزاءه، نال جزاءه في الدنيا فقط وفي الآخرة له عذاب عظيم. ليست « غصون « وحدها فقد سمعنا عن أب يجلس لمشاهدة التليفزيون، تصيح ابنته الرضيعة، فيهمُّ بقطع لسانها، ثم يكتشف أن ذلك لا يحل المشكلة فيغرس السكين في القلب الأخضر، وآخر يقتل صغيره ويلقي به في المجاري، وغيره يقطّع صغيرته ويحملها في أكياس الى احدى الترع ... هؤلاء مهما بلغ عقابهم في الدنيا ليس إلا مقدمة موجزة لعقاب قد لا نتصور مداه في الآخرة، عذاب عظيم...